القرآة و الكتابة عند الآطفال

للاسف في كتير من نظم التعليم بيكون التركيز على القرآة قبل الكتابة للآطفال و لكن في نهج المونتسوري الموضوع اختلف تماما. فترتيب التعليم كآلآتي

١. تدريبات ما قبل الكتابة

٢. بداية الكتابة و الهجاء

٣. القرآة

طيب السؤال المهم هو ليه الكتابة قبل القرآة عند دكتورة مونتسوري؟

دكتورة مونتسوري ارجعت ده لعدة اسباب و منها

١. القرآة تحتاج لمهارات اكثر تعقيدا من الكتابة كفك شفرة الحروف و ترجمتها لآصوات ثم كلمات لها معنى، تغيير نبرات الصوت للوصول للمعنى المناسب سواء كان سؤال آو تعجب…الخ، ربط الكلمات ببعضها و وضعها في السياق لفهم المحتوى

٢. في تمرين الاملاء (و هو استخدام حروف خشبية لهجاء كلمات مسموعة) يقوم الطفل فقط بترجمة الاصوات لحروف

٣. التمكن من الكتابة بيكون اسرع بكتير من التمكن من القرآة (و ده اثبتته كتير من الدراسات الحديثة) ي

من خلال عملي كمدرسة مونتسوري لاحظت ان كتير من الاطفال بيوصلوا لسن الخمس و الست سنين بدون ما يكونوا تمكنوا من المسكة الصحيحة للقلم و الكتابة عموما. مع اللقاء مع الاهالي كان السؤال الاكثر ترددا هو: طيب ده هيآثر سلبا ازاي على مستقبلهم؟

اجابة السوآل ده ان ما يسمى بمتلازمة عسر الكتابة عند الاطفال بيآثر على مهارات تانية كالذاكرة و القدرة على استرجاع المعلومات الجديدة و ده لآن الطفل بيعاني من عدم قدرته على الكتابة لتنظيم افكاره او اخذ ملحوظات سريعة اثناء المذاكرة. امر طبيعي جدا ان بعد كدة الطفل بيكون موقف سلبي تجاه الدراسة خاصة لو فيه واجبات كتابية كثيرة. امر طبيعي بردو ان الموضوع يتطور و يوصل لدرجة الرسوب في الامتحانات لعدم قدرته على ترجمة افكاره لكلمات مكتوبة (امهات كتيرة بتفسر ده بآن ابني كسول). من ضمن المهارت ايضا اللي بتتآثر بعسر الكتابة قدرة الطفل على الهجاء لآنه من سن صغير مشتغلش كفاية على تنمية الذاكرة الحركية )(muscle memory) اللي من خلالها بيربط الطفل بين شكل او رسم الحرف و صوته

طيب السؤال التاني هنا هو كيفية تنمية مهارة الكتابة عند الاطفال؟

اولا: لازم نفتكر مبدآ مهم جدا في المونتسوري و هو عدم تصحيح اخطاء الطفل في الوقت اللي بيقوم فيه بآي مهمة. اثناء الكتابة بشكل خاص تصحيح الاخطاء بيحبط الطفل و بيجعله اقل حماس في استخدام القلم لآنه بيحس انه مطالب بمهارات هو غير مستعد لها.

ثانيا: لما يدخل الطفل في مرحلة الكتابة مفيش داعي نسآله كل شوية: “اللي كتبته ده بيقول ايه؟” بالعكس لازم احنا اللي ننمي عندنا مهارات قرآة الكلمات تماما كما تنطق و مش بالشكل الصحيح اللي مفروض تكون عليه ( في منهج المونتسوري الحفظ دايما بيجي كمرحلة اخيرة في اي مهارة بيكتسبها الطفل) الخطوة دي مهمة جدا في اللغات اللي كتير بتنطق كلماتها بشكل و بتكتب بشكل اخر كالانجليزية

ثالثا: تدريبات التمهيد للكتابة و تجهيز العضلات الدقيقة في الايد و اصابع الكتابة و تقويتها بحيث تكوم مستعدة لمسك القلم بشكل صحيح و دي كلها تدريبات بتبدآ من عمر السنتين

رابعا: اننا نفتكر ان المرحلة الحساسة لمسك القلم مبتكونش قبل السن الثلاث سنوات و نصف او الاربعة. يعني بلاش نجهد الطفل قبل كدة بمسك القلم و التحكم فيه لآن ببساطة عضلاته غير مستعدة

خامسا: اننا نفهم قدرات كل طفل و ان مش عشان ابن الجيران بيكتب مجلدات و ابني لا يبقى ابني متآخر. ففي حالات عسر الكتابة بنصح كتير من اولياء الامور انهم يطلبوا من المدرسين تخفيف الواجبات المكتوبة بشكل مؤقت لحد ما اشتغل على نقط كتير مع الطفل منها: مسكة القلم الصحيحة و القدرة على رسم خطوط مستقيمة في كل الاتجهات و تدريبات تانية كتير هتكلم عليها بشكل مفصل بعدين

سادسا: الاهتمام بتريبات تقوية عضلات اليد من سن صغير جدا و بشكل جدي

السؤال اللي بعده مين ممكن يساعادني في حالات عسر الكاتبة الشديدة؟ الاجابة هو طبيب الاطفال و طبيب المخ و الاعصاب (لآن السبب احيانا بيكون اكبر من مجرد عدم القدرة الجسمانية على التحكم في القلم)، متخصصي العلاج الطبيعي اللي بيشتغلوا على تصحيح وضع اليد و الجسم ، المعالجين المهنيين )(occupational therapists) اللي بيشتغلوا على المهارات الحركية و العضلية الدقيقة

اخيرا انا ذكرت في اول المقال ان عسر الكتابة بيآثر على تفوق الطفل الدراسي و لتآكيد ده هنلاقي ان كتير من اختبارات عسر الكتابة بتشمل تدريبات الاملاء و الذاكرة و اختبارات المهارات العضلية و القدرة على تنظيم الافكار و التعبير عنها كتابيا