في انتظار عيد الآضحى المبارك

نظرا لآن بناتي لم تكملن عامهن الثالث فآني لا افضل بعد تعليم اسماء الايام و الشهور. انا ضد تعليم اي مسميات لا تحمل محتوى و معني حقيقي يمكنهم ترجمته في عقولهم الصغيرة. لذلك قررت ان الجآ لآسلوب العد التنازلي للتمهيد لآي حدث مستقبلي حتي نبدآ في تعلم اسماء الشهور و الايام. في هذا المقال سآقوم بعرض احد اساليب العد التنازلي التي استخدمتها في اعداد بناتي نفسيا قبل السفر لزيارة الآهل و الاقارب بشهر او اكثر. 

كما هو موضح في الصورة قمت بعمل سلسلة مكونة من عدة حلقات (بعدد الايام) مصنوعة من الورق المقوى. في طرف كل حلقة لصقت كيس صغير به  مجموعة صغيرة من الحلوي ثم قمت بوضع السلسة في حجرة بناتي و شرحت لهم انه بآمكانهم اخذ حلقة واحدة كل يوم و كيس واحد من الحلوى و انه بمجرد انتهاء الحلقات و اكياس الحلوى سنركب الطائرة و نذهب لزيارة الاهل والاقارب او سيآتي العيد او اي مناسبة اخرى اريد التمهيد لها

قد تبدو هذه الفكرة بسيطة لكن هناك عدة نقاط اريد الاشارة اليها من خلال هذا المقال. اولا، اريد التركيز على اهمية الاعداد النفسي للطفل (خاصة الاطفال الدارجين) في ما يخص النشاطات و الاحداث التي سيقوم او يمر بها الطفل. فتلك التهيئة النفسية تجنب الطفل و الام الكثير من التقلبات المزاجية و اشكال السلوك الغير المرغوب فيها كما انها تزيد من ثقة الطفل في نفسه و تحسن ادائه و سلوكه فالطفل يعلم مقدما ما نوعية النشاط المقبل عليه و ما هو السلوك المتوقع منه و ممن حوله.

ثانيا: دائما ما يحث نظام المونسوري على تقديم شكل السلوك الجيد للطفل في الاوقات التي يكون فيها في مزاج جيد حيث يكون على استعداد على تقبل المعلومات الجديدة و تخزينها لوقت الحاجة. فعنزما يكون الطفل في حالة مزاجية سيئة لا يفضل اعطائه درسا في كيفية التعامل مع الاخرين و لكن من خلال نشاط بسيط كحلقات العد التنازلي نستطيع تقديم العديد من الدروس الاخلاقية. مثلا يلاحظ اني استخدمت كيس واحد فقط من الحلوى لكل يوم و ليس كيس لكل طفلة. و الغرض من ذلك اننا نتقاسم الادوار كل يوم في من سيقوم بفتح الكيس و عد الحلوى و تقسيمها و توزيعها. كما اننا نراجع كل يوم اداب المشاركة مع الاخرين باستخدام كلمات رقيقة ك: "اتفضلي" و "شكرا"، ، "العفو"... و هكذا. بذلك استطيع الرجوع لهذه الدروس وقت الحاجة. فعندما تتصرف بناتي بشكل غير لائق قد اقول شيئآ مثل : "نحن نشارك آلعابنا تماما كما شاركنا الحلوى"

ثالثا: يمكن استخدام هذا النشاط البسيط في تنمية الحصيلة اللغوية للطفل من خلال مراجعة آلوان الحلوى و اسماء ايام الاسبوع. هذا طبعا اضافة الى تعليم بعض مبادئ الحساب البسيطة كعد الحلقات و كم متبقي من الايام و العد على الاصابع و عد قطع الحلوى و القسمة على اثنين

اخيرا: قد لا ترحب بعض الامهات بفكرة الحلوى و هذه حرية شخصية ترجع لاختيار الآم. انا عن نفسي منعت الحلويات تماما عن بناتي حتى سن سنتين و نصف لكن مع كثرة الضغوط الاجتماعية و المواقف الاجتماعية التي لا مفر فيها من الحلوى اتفقت انا و زوجي على ان نسمح لبناتنا بما يساوي ٥-٧ حبات صغيرة من حبوب الشوكولاتة يويما و احيانا كثيرة لا نقدمها لهم اذا لم يطلبوها بآنفسهم. الظريف في الآمر ان الاطفال حين لا نشعرهم نحن الكبار بحلاوة الحلوى او اهميتها او انها وسيلة عقاب او مكافآة تصبخ بالنسبة لهم نوع عادي من الطعام كآي نوع اخر بل انهم احيانا كثيرة يفضلون الفاكهة او الزبادي عليها. هذا ان دل يدل على اننا نحن الكبار الذين نرتب اهمية الاشياء في حياة اطفالنا و نحن الذين نثير انتباههم لاشياء قد لا تستهويهم او تثير انتباههم بالمرة لو لم تقدم لهم في صورة عقاب او مكافآة

برجاء مشاركة الفكرة لو آعجبتكم و لمزيد من الافكار استعدادا لعيد الاضحى المبارك برجاء الاشتراك في هذا الرابط 

https://www.facebook.com/events/1636465033263667/

يمكن ايضا رؤية افكار اخرى على هذا الرابط

https://www.pinterest.com/0iudrrj2fhdxy4k/عيد-الاضحى/