الكوابيس عند الاطفال

عادة بتزيد الكوابيس عند الاطفال و احيانا كمان بتبدآ من سن الاربع سنوات لسن الست سنوات. و بتزيد الكوابيس دي في النص الاخير من الليل. زي ما اتفقنا قبل كدة في مراحل النوم ان في مرحلة اسمها مرحلة حركة العين السريعة

Rapid Eye Movement (REM)

و دي من اسمها هي المرحلة اللي بتكون فيها حركة العين سريعة و بتسترخى فيها عضلات الجسم و بيكون المخ في قمة نشاطه و بالتالي هي دي المرخلة اللي بيحصل فيها الاحلام و الكوابيس

اسباب الكوابيس عند الاطفال:

١. لو هي متفرقة و غير متكررة ممكن يكون دي راجع لطبيعة الطفل اللي عنده خيال واسع و نشيط و عشان كدة دكتورة مونتسوري اكدت على ضرورة عدم تعريض الطفل للخيال المبالغ فيه كعالم الوحوش و الاشباح و كتير من المواضيع المتداولة في افلام الكرتون الحالية قبل سن الست سنوات

٢. لو الطفل مر بآزمة كبيرة هزته نفسيا زي مثلا حادثة عربية او زلزال… الخ

٣. لو الطفل في محيط بيعرضه لشد اعصاب او توتر مستمر زي مثلا خلافات متكررة بين الاب و الام او احداث عنف او حتى محرد حد بيضايقه بشكل متكرر في الحضانة (قد يكون تنمر من الاصدقاء او معاملة سيءة من الكبار)

في كل الحالات دي الكوابيس بتكون اسلوب الطفل في انه يتآقلم مع البيءة المحيطة بيه و اسلوبه في فهم المشاعر المختلفة اللي بيمر بيها خلال اليوم

طيب ازاي نقلل ظاهرة الكوابيس دي عند اطفالنا؟

١. طبعا مش محتاجة ااكد على ضرورة تخفيف المنغصات و الضغط من حياة الطفل بقدر المستطاع

٢. الحفاظ على ميعاد ثابت لصحيان الطفل و نومه كل يوم

٣. الحد و الافضل المنع من التليفزيون قبل النوم (على الاقل بساعتين) و طبعا التليوفن و كل الاجهزة اللي ممكن تثير عقل الطفل بشكل سريع

٤. ممكن الاستعانة بنور هادي في حجرة الطفل او نواسة

٥. الكلام مع الطفل بآن الكوابيس امر عادي كلنا بنمر بيه و اننا لازم نحاول نقلل من احاسيس القل اللي بتصاحبها بالقرآن او بالاستعانة بماما او بابا (لو سن الطفل صغير) او بالتفكير في الحاجات و الاشخاص اللي بيفرحونا

٦. عدم الاستخفاف او التهوين من مشاعر الطفل و التعامل معاها على انها امر صغير ولا يستحق الاهتمام (مننساش ان مشاعر الطفل اي ان كانت هي اسلوبه في التعرف على عالم الطفل من حواليه و استيعاب احداثه الكبيرة

٧. تعليم الطفل اداب دينه في التعامل مع الكوابيس كالنفث في كفيه و قرآة سور الاخلاص و المعوذتين و مسح الجسم بآكمله (لازم دايما نستغل الفرص ان الطفل يعرف ان الدين سلوك يومي).

https://fatwa.islamweb.net/ar/fatwa/108928/

٨. الرقية الشرعية للاطفال

https://www.akhbarak.net/blog/6885/الرقية-الشرعية-للأطفال-لتحصينهم-كامل/

فن المشاركة

طفلك مش بيشارك؟ طفلك مش حاسس بالآمان او طفلك مفيش قدامه القدوة الصح

زي ما اتفقنا في المقال الآخير ان الطفل تحت عمر الست سنوات مخه بيمتص اي حاجة بيشوفها قدامه و يقلدها زي صورتك في المراية. دايما خلي بالك ان اسلوب تعاملك مع حاجتك اللي ملكك هو نفس اسلوب تعامل طفلك مع حاجته. لو تليفونك المحمول و اللاب توب بتاعك هم اغلى حاجة في حياتك، عروسة بنتك البلاستيك و تليفون ابنك اللعبة هم اغلى و اهم حاجة في حياته. لو بتزعقي لطفلك اوي ما يجي جنب حاجتك و لو بتصرخي اول ما يفتح اللاب توب بتاعي و لو بتنهاري اول ما يتصل بحد بالغلط على تليفونك طبيعي جدا ان طفلك يضرب صاحبه اللي اخد منه اللعبة بتاعته و بنتك تزق صاحبتها اللي طلبت منها تشوف عروستها. عمر المشاركة (التصرفات الصح عموما) ما تيجي بالتعليمات و الآوامر مع الطفل تحت الست سنوات. قولي و عيدي زي ما انتي عايزة: "شارك، ادي صحابك، خليهم يلعبوا معاك، مش بتاعتك لوحدك" و كل ما هتقولي كل ما طفلك هيعند و كل ما اللي حواليه هيزعلوا منه اكتر ده غير ان ذاكرته مش متبرجمة انها تفتكر تعليماتك و صوتك العالي لكن متبرمجة انها تبقى كاميرا تصور تصرفاتك و تصرفات الكبار اللي حواليه و تعيد عرضه بس من خلال تصرفاته هو. عايزاه يشارك؟ يبقى لما يمسك تليفونك وريله يشغله ازاي و يروح لبرنامج او لعبة خاصة بيه او من الاول شيلي تليفونك بعيد عن نظره او آلفتي انتباهه لحاجة تانية بالراحة و تكون حاجة فعلا هيحبها. عايزاه يشارك؟ لما يمسك مفتاح باباه خليه يوريله ازاي يستعمله و مع الوقت شيلوه عنه و اعمليله سلسلة مفاتيح بتفتح اقفال خاصة بيه او مبتفتحش حاجة من اصله. عايزاه يشارك اديله حرية و مساحة يجرب و يتعلم و عرفيه الخطر و الغلط من خلال التجربة او كتب او فيديوهات مش من خلال الزعيق و الضرب عشان متزوديش فضوله و تخليه يكدب و يخبي و تخليه اناني و حاد في تعاملاته

النقطة التانية و الآهم ان طفلك عمره ما هيشارك لو مش حاسس بالآمان. لو مش حاسس ان لعبته بتاعته لوحده و هو بس اللي في ايديه القرار يشاركها او لا. لو مش حاسس انه مسئول يحافظ عن لعبته و يحميها. و في الاٌغلب طفلك معندوش القدرة ان يشارك تحت سن التلات سنوات عشان في الفترة دي مخ الطفل بيحاول يفعم العالم من حواليه اللي هو في وجهة نظره بتاعه هو بس. لما تجيبي حاجة جديدة فهمي طفلك ان في حاجة بتاعته هو و لوحده زي عربية السبق الجديدة و في حاجات بتاعة الكل و اي حد يستخذمها زي كتاب او لعبة جماعية. لعبته اللي جاية ليه لوحده متخبيهاش منه ساعة العقابك ، لما يجي يخرج و يطلب منك يسيبها عالكنبة لحد ما يرجع لازم يرجع يلاقيها عالكنبة، ما تزعقلوش لما ميرضاش يلاعب بيها ابن طنط نادية اللي جت تزوركم فجآة. و لو ابن طنط نادية اتشال و اتحط و عمل شقلبظات في الهوا عشان عايز لعبة ابنك، روحي لابنك و قوليله: "انا عارفة انت بتحب العربية دي قد ايه و كويس انك بتحاول تحافظ عليها. انا عارفة انه ساعات صعب نشارك الحلجات اللي بنحبها بس المشاركة بتخلي الكل مبسوط و يلعب مع بعضه. لو شايف انك مش قادر تشارك دلوقتي لو سمحت شيل اللعبة في اودتك و آلعب بيها بعدين بس ساعتها هتضطر تلعب بيها لوحدك عشان صاحبك هيكون مشي". لو اختار يشيلها فعلا سيبيه يشيلها و يحس بالآمان في بيته زي ما انتي مش هتدي طنط نادية موبايلك تقلب فيه ولا شنطة ايدك تدعبس فيها. بعدين بصي لطنط نادية و قوليلها: "معلش متزعليش بس احنا اليومين دول بنحاول نعلمه ازاي يختار و نتيجة اختياره"، متتكسفيش و اتفكري ان طنط نادية كدك كدة هتزعل لو مش من ابنك و اللعبة يبقى من العصير اللي متقدمش او منك عشان بقالك ست شهور مسآلتيش عليها او عشان خبيتي عليها خبر انك حامل. من الاخر كل الناس هتزعل و هتراضيهم بس بلاش تراضيهم على حساب اولادك

افتكري دايما ابنك هيشارك لما تقدمي قدامه مثال صح. لما تاخدي من اكلك السخن الطازة و تعملي طبق و تقوليله تعالى نديه للراجل الغلبان اللي في اول الشارع شكله معندوش اكل النهاردة. لما تقوليله قبل ما نروح نلعب مع بنات ابلة حكمت تعالى نشتري كيس بسكوت عشان ناكله كلنا سوا و نفرح باللمة، لما يلاقيكي فرحانة و سعيدة لما تعرفي ان فيه ضيف هيزوركم مش متنكدة و عمالة تفكري هقدم ايه و هعمل ايه. لما يفهم ان زيارة الآهل و الصحابة حاجة حلوة و تبسط (حتى لو مكانتش كدة بالنسبالك لازم تبيني انها كدة). طفلك هيشارك لما يفهم ان واجب الضيافة يعني كرم و ابتسامة و باب مفتوح بس مش تعدي على خصوصياته و آوامر و توجيهات انه بالعافية يشارك حاجته اللي بيحبها.

اما بقى لو طنط نادية طلعت ذوق و بنت حلال و اتصلت قبل ما تزورك عشان تقولك انا جايالك كمان ربع ساعة و هجيب معايا العفريت بتاعي يبقى بسرعة قبل ما تنضفي لبيت و تطلعي الصيني قعدي مع ابنك. قوليله طنط نادية جية و معاها عليوة انا عارفة انك بتحب تلعب معاه ممكن بسرعة تطلع اربع لعب تحب عليوة يلعب معاك بيهم؟ لو مش عايزة عليوة يلعب بالعربية الجديدة لو سمحت تشليها في دولابك و ممنوع تماما تطلع في وجود عليوة. اللعب اللي هتختارها معناها انك هترضى ان عليوة ياخد دور يشوفهم و يلعب بيهم و هتتبسطوا انتوا الاتنين بالوقت الحلو اللي قضته مع بعض

الاطفال تحت سن الثلاث سنوات

طبعا مفيش آم طفلها تحت عمر الثلاث سنوات الا و بتشتكي ان ابنها او بنتها مش بيسمعوا الكلام و بيعصبوها و مهما تقول مفيش فايدة. فاكرة كام مرة قلتي: "سيب الطبق و انت بتاكل مترميهوش على الآرض" او "متلعبش في الكهربا"، او"متشدش الفيشة"؟ احب اطمن كل آم ان اطفالك طبيعيين جدا و ان مفيش خد مشتكاش الشكاوي. قاعدة اساسية لازم نحطها في دماغنا ان معظم اخطاء الاطفال تحت سن الست سنوات سببها اسلوب تعاملنا احنا معاهم و ازاي بنعنفهم او بنكافئهم عمال على بطال و ازاي بنتصرف قدامهم و نتعامل مع اللي حوالينا.

الطفل تحت سن التلات سنوات بناء على كلام ماريا مونتسوري بيتعلم من خلال اللاوعي. يعني ببساطة مهما تقولي و تعيدي مفيش كلام هيثبت. الطفل مش بيقصد يعصبك لكن ربنا خلقه كدة ميقدرش يستوعب الكلام و التوجيهات الصريحة. طب الحل ايه؟ الحل انك دايما تعملي قدام طفلك التصرف اللي انتي عايزاه يتعلمه منك. يعني متزعقيش عشان ميكبرش عصبي و يتعلم ان الزعيق هو حل كل مشكلة. يعني متضربيش عشان ميفتكرش ان اخد الحق بالدراع. كلها اخطاء كلنا (بما فيكم انا) بنقع فيها مغ اطفالنا.

الحل التاني بردو اننا نستوعب فكرة ان انشغال الطفل بتصرف معين (حتى لو خطآ من وجهة نظرنا) في السن ده سببه الفضول و رغبته في اكتشاف العالم. متنسيش ان العالم كله جديد عليه حتي الحاجات اللي انا و انتي واخدينها مسلمات في حياتنا اليومية. يعني الجاذبية اللي وقعت الطبق الجديد على الارض كسرته و المنديل اللي لما بيتبل بيملا السجادة مية كلها اكتشافات و اختراعات بالنسبة له. الحل ساعتها انك تفهمي الطفل من خلال التصرفات الاستخدام الصح لكل حاجة. يعني خدي المنديل وريه ازاي ينضف بيه مكان اكله او يمسح بيه وشه و بعدين وريله بديل للعب بالمياة. ممكن تديله طبق صغير و اسفنجة و توريله ازاي يملاها مية و يعصرها. متنسيش ان كل ده تمهيد لمهارات حياتية هيحتاجها الطفل في حياته في المستقبل


الاطفال الدارجين و التوجيه السولكي لهم

لعل من اهم خصائص شخصية الاطفال الدارجين من عمر ٢-٤ سنوات هو رغيتهم الملحة في الاعتماد على انفسهم في كثير من امور الحياة. فيصبح الطفل في ذلك العمر اكثر اهتماما بالعالم من حوله و اقل التصاقا بآمه و بعالمه الخاص. في هذا المقال ننقاش عدة طرق تستطيع الآم من خلالها تدعم عند طفلها اعتماده على نفسه و تقلل من المواجهات بينها و بين طفلها

اولا: نتيجة لفضول الطفل الزائد في هذا العمر و رغبته في اكتشاف العالم من حوله تقضي الآم جزء كبير من يومها في استخدام كلمة "لا"... "لا تلمس البوتجاز فهو ساخن"، "لا تحمل اخوك الرضيع"، "لا تتكلم بصوت عال"، ...الخ. كثرة كلمة "لا" تزيد الاصطدامات مع الطفل و تجعله اكثر عنادا و تجعله هو نفسه يستخدم الكلمة بشكل مبالغ فيه احيانا عندما نطلب منه آي طلب. تستطيع الآم التقليل من هذه الكلمة من خلال الرفض بوسائل اخرى مختلفة. مثلا بدلا من ان ترفض الآم السلوك الخاطئ يمكنها ان تشجع السلوك الصحيح فتقول "فضلا اردتدي الكنزة فالجو بارد" بدلا من ان تقول "لا تخلع كنزتك". 

احيانا ايضا يتطلب الامر بعض التحايل و المهارة في طلبامرا ما من الطفل. مثلا ان كانت الام تعلم ان الطفل لا يريد شرب الحليب يمكنها ان تجعل من هذا الامر لعبة كآن تقول له: "هيا نرى من سينتهي من شرب الحليب اولا" او "هل تستطيع شرب الحليب قبل ان انتي من ارتداء ملابسي؟" و هكذا

ثانيا: كما سبق ذكره في مقال اخر يفضل اعطاء الطفل اكثر من خيار (خيارين فقط في السن الصغير حتى لا يشتت انتباهه) على ان تكون جميع الخيارات مقبولة لدى الآم. فمثلا ان كانت الآم تريد ان تطعم الطفل وجبة من الفاكهة يمكنها ان تخيره: "هل تريد تناول التفاح ام الكمثري؟" و هكذا يتحول التركيز من اكل الفاكهة من عدمه الى نوع الفاكهة. كما يمكن اشراك الطفل ايضا في جلب الفاكهة من البراد و غسلها. بهذه الطريقة يشعر الطفل انه له حرية في اختيار و تحضير طعامه و ينتقل تركيزه الى شعوره بالمسئولية

ثالثا: الطفال في ذلك السن لهم ذاكرة قصيرة جدا لذا لا يجب على الآم ان تمل او تتوقف عن تكرار القواعد و السلوكيات التي تريد زرعها في طفللها طوال الوقت. فقد تجد الآم انها كل يوم تعيد على مسامع طفلها انه لا يجب ان يضرب اخواته او ان انه يجب عليه الاستئذان اولا عند طلب شئ ما. من المهم ايضا ان تعلم الآم ان لازال لا يستطيع فهم مشاعر الاخرين كليا. فمثلا محاولة شرح ان ضرب الاخرين يؤذي مشاعرهم لا يكون ذو جدوى دائما في هذا العمر الصغير. عوضا عن ذلك يجب ان ترشح للآم ما هو متوقع من الطفل من سلوكيات. فتقول الام لطفلها: "نحن لا نضرب في هذا البيت، فضلا اعتذري لآختك و اعطيها قبلة و حضن... نحن فقط نحب بعضنا و نعطي بعضنا احضان و قبلات في هذا البيت". انا عن نفسي اكرر هذه الجملة كثيرا اما بناتي حتى انهما اصبحا يكرراها لبعضهما حينما تضرب واحدة منهما الآخرى

رابعا: يتعلم الطفل في هذا السن السلوك الصحيح معظم الوقت من خلال ملاحظة الآخرين من حوله و تقليدهم. فآن كانت الآم دائمة العصبية و النهر لآطفالها لا تستعجب عندما ترى اطفالها كذلك.

خامسا: لا يجب على الآم ان تكسر ثقة الطفل في نفسه طول الوقت و قدرته على التعبير عن رغباته. فمثلا ان اراد الطفل اللعب بالخارج و كان الوقت لا يسمح بذلك بدلا من ان ترفض الآم الفكرة تماما يمكنها ان تقول: "انها فكرة جميلة ان نلعب سويا بالخارج و لكن دعنا ننتهي من تناول الغداء اولا ثم نخرج معا لنلعب ب...." و هكذا يتحول تفكير الطفل من التركيز على رفض طلبه الى الانتظار و التشوق للآلعاب التي ذكرتها امه.

سادسا: يحتار كثير من الاباء و الامهات من التغير السلوكي المفاجئ الذي يحدث لدى اطفالهم طول الوقت. فتارة تجد الطفل يرفض امرا ما تماما و تارة اخرى يقبله و لكن يجب ان نعلم ان ذلك ايضا من خصائص شخصية الطفل في هذه المرحلة العمرية و هو التقلب السلوكي. مثلا لاحظت ان ابنتي قد ترفض ان اساعدها في خلع ملابسها في حين انها في بعض الاوقات تسمح لي و تبرر لنفسها ذلك قائلة: "في المرة القادمة سآخلع ملابسي وحدي". و بما انني اتعلم كثيرا من مراقبة سلوك بناتي تعلمت انا نفسي ان استخدم هذا العذر معها حين لا استطيع موافقتها في امر ما في هذه اللحظة و لكن شريطة ان اوفي بوعدي لاحقا كما وعدتها. فان كان الوقت متآخر و انا نتعبة لا استطيع الصبر قليلا على ان تخلع و تلبس ملابسها بنفسها اقول لها "في المرة القادمة يمكنك ان تفعلي ذلك بنفسك و لكن الان ماما متعبة و يجب ان نقوم بذلك بسرعة" و في الصباح اوفي فعلا بوعدي

سابعا: حين يخطئ الطفل يجب على الام ان تتعلم ان ترفض السلوك الخاطئ و ليس الطفل نفسه. فلا تستخدم آلفاظ على شاكلة "غبي، شقي، غير مهذب.... الخ" و لكن تقول كما ذكرنا سابقا: "ماما لا تحب.... يجب ان نفعل ..." و تعيد شرح السلوك المتوقع

ما سبق هو عرض لبعض الاساليب التي يمكن اتباعها للتربية السلوكية الصحيحة للاطفال الدارجين (٢-٤) سنوات. لمزيد من المواضيع المشابهة برجاء الذهاب للرابط التالي

http://www.anawbanatee.com/posts/?category=التربية+السلوكية+للطفل

هذا المقال مبني على تجربتي الشخصية من تربية بناتي التؤام و بعض القرئات التي وجدتها مفيدة جدا

Johnson's Child Development: Your Toddler from 2 to 3 Years


ماذا بعد رفض جميع اساليب العقاب المتعارف عليها؟

ان كنتي قد قرآتي مقالي السابق عن مساوئ العديد من اساليب العقاب المتعارف عليها فربما تبادر الي ذهنك هذا السؤال: "ماذا بعد ذلك؟ كيف يمكنني تربية طفلي و ارشاده الى الصواب و الحد من صراخه و بكائه دون عقاب؟". في هذا المقال ان شاء سيكون بداية الرد على كل هذه الاسئلة

اولا دعونا نتذكر سويا تعريف نوبات الغضب عند الاطفال في السنين الاولي من عمرهم: هي وسيلتهم الوحيدة او واحدة من اهم الوسائل التي يستعينوا بها في التعبير عن انفسهم و في معظم الحالات تكون نتيجة يآس من عدم قدرتهم على جذب انتباه الكبار او ايصال معلومة ما لهم. في بعض الاحيان ايضا تكون هذه النوبات نتيجة حاجة ما عضوية للطفل لم تلبى كاحساسه بالجوع او العطش او التعب او النعاس او الملل...الخ. اذا كان سبب البكاء هو لرغبة عضوية فيجب تلبية هذه الرغبة اولا للطفل في هدوء تام. فكري ايتها الآم في عدد المرات التي شعرتي فيها بالجوع او الارهاق و كنتي متقلبة المزاج ضيقة الصدر على من هم حولك؟ ما بالك بطفل صغير؟

هناك اجرائات احتياطية يمكنك من خلالها تفادي نوبات الغضب لدى طفلك التي تحدث نتيجة سبب عضوي او جسماني و منها التالي:

١. احرصي على اعطاء طفلك ثلاث وجبات مغذية يوميا بينها وجبتان صغيرتان. الثلاث وجبات هي بالطبع الفطار و الغذاء و العشاء. اما الوجبتان الصغيرتان قد يكونا عبارة عن مكسرات او زبيب او قطعة فاكهة او بسكوتة و عصير او كوب لبن و قطعة خبز صغيرة. قد تستغلى هذه الوجبات الصغيرة ايضا في تعويض نقص غذائي كالمكسارت لتعويض البروتين او قطعة جبن لتعويض نقص الكالسيوم و هكذا. و تذكري دائما المثل الانجليزي:

"A hungry man is an angry man"! او الانسان الجائع انسان غاضب

٢. احرصي على ان يشرب طفلك كميات مناسبة من الماء يوميا خاصة في فصل الصيف: فالعطش و الجفاف قد يسببان نوبات غضب، ارهاق، تغيرات مزاجية، كما قد يؤثران على التركيز و مستوى النشاط لدي الطفل (و لديكي ايضا)

 ٣ . احرصي علي ان ينام طفلك عدد ساعات كاف كل يوم: فالاطفال قبل سن المدرسة يحتاجون علي الاقل عشر ساعات نوم يوميا و قيلولة او اثنين خلال النهار حسب عمر الطفل. فطفل عمر ٦ شهور قد يحتاج الى اكثر من قيلولة خلال اليوم في حين ان طفل في عمر السنتين يحتاج الى قيلولة واحدة لمدة نصف ساعة على الاقل او وقت راحة قصير. راعي ايضا ان تكون مواعيد نوم طفلك و قيلولته ثابتة كل يوم و ان تحددي روتين سابق تقومين به قبل النوم حتى يتعود طفلك على هذا النظام و يكون اكثر تحكما في انفعلاته حيث انه يعلم جيدا كيف سيدور يومه و ماذا يتوقع

ايضا تعلمي ان تقرآي علامات التعب في وجه طفلك. فالطفل الرضيع غالبا ما يفرك عينيه و يتثائب كثيرا و يشيه بوجهه بعيدا عنك او بعيدا عن اي لعبه تريه اياها حين يشعر بالارهاق و التعب. اخر هذه العلامات هو البكاء المتواصل بلا سبب محدد لذلك حاولي جاهدة ان تتمي روتين النوم في نفس الميعاد كل ليلة قبل ان يدخل طفلك في نوبات البكاء و الصراخ المتواصل

٤. احرصي على شغل اوقات الفراغ لدى طفلك في انشطة مختلفة من وقت لاخر خلال اليوم فالملل من احد اسباب البكاء لدى الاطفال

٥. اعلمي جيدا ان الساعات الطويلة امام التلفاز و الوسائل المرئية تؤثر سلبا على مزاج طفلك و تركيزه و تجعله عصبي

هذه بعض الاسباب العضوية التي لو حرصتي على مراعتها و اخذها في الاعتبار مع طفلك قد تستطيعين القضاء على جزء كبير من اسباب بكاء طفلك و بالتالي عصبيتك و توترك خلال اليوم. في المقال القادم بآذن الله سنتحدث عن الاسباب الاخرى الغير عضوية او النفسية التي تؤدي لنوبات الغضب عند الاطفال و كيف يمكن معالجتها. لقرآة المقال الاول في هذه السلسلة برجاء الذهاب لهذا الرابط:

http://www.anawbanatee.com/posts/2015/4/1/tantrums1

كيف نتعامل مع نوبات الغضب عند الاطفال؟

خلال الاسبوع الماضي كنت اتابع بدقة كثير من التدوينات و المقالات الخاصة بالتعامل مع نوبات الغضب للاطفال و قد لفت نظر احدى النقاشات القائمة بين مجموعة من الامهات على احدي مواقع التواصل الاجتماعي و قد استفدت كثيرا من هذا النقاش و قررت ان اترجم جزء منه و اضيف اليه بعض المعلومات الآخري التي تعلمتها من قرئات اخرى الى جانب خبراتي و تجاربي الشخصية مع بناتي

اولا احب ان ابدا بتعريف جميل وصفت به احد هذه الامهات معنى نوبات الغضب لدى الاطفال حيث قالت ان هذه النوبات هي عبارة عن تجمع عدد من المشاعر القوية لدى الطفل (كمشاعر الحزن او الفرح) والتي لا يدري بسبب سنه الصغير كيف يتعامل معها فيخرجها في شكل بكاء شديد. احيانا هذا البكاء يعبر عن يآس هذا الطفل من محاولاته المستمرة و الغير الناجحة في ايصال معلومة ما لنا نحن الكبار و لكننا نعجز عن فهمه. كما اوضحت انه من المهم جدا لنا كآمهات و اباء ان ندرك ان نوبات الغضب و البكاء الشديد هي وسيلة الطفل الوحيدة في التعبير عن مشاعره و انه لا مفر منها. فلا جدوى من ان نحلم و نتمنى طفل هادئ دون دموع و صراخ و لكن دورنا كمعلمين و اولياء امور لهذا الطفل ان نعطي الطفل الاسلحة اللازمة للتعبير عن مشاعره بآن نعلمه التصرفات المقبولة و الغير المقبولة في المجتمع و ان نوفر له اساليب اخرى للتعبير عن احباطه او غضبه او حزنه و ان نفتح دائما باب للحوار مع الطفل يستطيع من خلاله التعبير لنا عن كل ما يدور في ذهنه. برجاء ملاحظة ان التعبير السليم عن المشاعر و الافكار و استخدام اللغة بشكلها الصحيح للقيام بهذه المهمة من احد الجوانب الاربعة التي يركز على تنميتها نظام المونتسوري لدى الطفل

كنت من اسبوع نشرت صورة على صفحة "انا و بناتي" على موقع الفيس بوك توضح ان معظم الاساليب التي اعتدناها في التربية لعقاب الطفل هي اساليب خاطئة وقد اثارت هذه الصورة استياء البعض و حيرة البعض الاخر. فبحثت قليلا لاستكشاف ما هو الخطآ الكامن في كل واحدة من هذه الاساليب. فيجب قبل ان نبدآ فكر جديد ان نهدم الفكر الخاطئ الذي يسبقه حتى نبدآ بداية سليمة. و الآن فلننظر الى تلك الاساليب و عيوبها:

١. ارسال الطفل للجلوس بمفرده في حجرته او اي من هذه المسميات

time out, naughty corner...etc.

خطورة هذه المسميات انها ترسل للطفل رسالة بآن حب امه حب مشروط اي انها تحبه فقط حين يقوم بما يرضيها و هذا طبعا كلام غير صحيح. هذا غير ان الطفل في السن الصغير لا يستطيع فهم لماذا يجلس في هذا المكان وحده خاصة و ان كانت الآم تقوم بعزل هذا الطفل في حجرة مغلقة. و الاهم من ذلك ان الام عندما تلجآ لهذا الاسلوب تكون في معظم الاحيان غاضبة مما يزيد الطفل عنادا و اصرارا حتى بعد الجلوس بمفرده في مكان العقاب

برجاء ملاحظة ان هناك بعض الاطفال يفضلون الجلوس وحدهم اثناء نوبات الغضب وليس هناك عيبا في ذلك ان كنتي تعلمي ذلك عن طفلك. مثلا لاحظت ان احدى بناتي دائما وجودي بجابها يزيد من مشاعرها و بكائها و لذلك نجلس معا في ركن "عيوطة" و لكني اتظاهر بقرآة كتاب او الانشغال عنها في حين ان اختها تقل ثورتها حين احتضنها. اذن فالعزلة الصحية لا تكون بدافع العقاب و لا عن طريق عزل الطفل تماما باستخدام الابواب او الاسوار و ان كان الطفل يفضل الجلوس في غرفته (باختياره) فيجب ان يعلم جيدا انه باستطاعته الخروج منها بعد ان يهدآ. مثال اخر: عندما كانت احدى بناتي في الشهور الاولى من عمرها كانت تصيبها نوبات بكاء هيستيري حين وجود اغراب فكنت اضعها في غرفتها و اطمئنها و اتركها قليلا مع موسيقى هادئة و لعبة او كتاب، بعد دقائق كانت تهدآ تماما و تبدآ في الضحك او الغناء و هنا كنت اذهب مرة اخرى و التقطها لتجلس معنا و كآن شئ لم يكن. فانا لا اعاقبها و لكن اعطيها فرصة للتحكم في مشاعرها و لادراك حقيقة انه هناك افراد اخرين بالمنزل غير ماما و بابا و اختها. اذن الخلاصة هنا انه هناك فرق كبير بين اعطاء الطفل مساحة لاستدراك مشاعره و بين تجاهله و ازدرائه

٢. الصراخ: خطآ شائع نقع فيه جميعا (و انا اولكم) هو الصراخ في وجه الطفل حين يتصرف تصرف خاطئ و خاصة حين يبدآ موجة الغضب و البكاء. و لكن السؤال هنا: لماذا نلجآ للصراخ؟ الاجابة طبعا لآن صراخ و بكاء طفل الى جانبنا يجعلنا نشعر بضغط شديد و عدم القدرة على تحكم في مشاعرنا الغاضبة! اذن ان كانت هذه ردة فعلنا كآباء و امهات ناضجين لماذا نتوقع عكس ذلك من صغارنا؟ لماذا نتوقع ان صراخنا سيحل المشكلة او سيمنعهم من البكاء؟ 

النقطة الاخرى التي يجب ان نتنبه لها هي ان الطفل مجرد ورقة بيضاء لا يعرف حتى التعبير عن مشاعره و نحن الكبار نعطيه تلك الادوات اللازمة للتحكم فيها و التعبير عنها. فآن كانت رد فعلنا لآي موقف يثير التوتر هو الصراخ فآذن نحن نعلم الطفل ان الصراخ هو الحل!

هناك احدى الامهات اشارت انها تستخدم صوت اقرب لصوت الوشوشة اثناء بكاء ابنائها و وجدت لهذا الاسلوب صدى فعلى حد قولها الصوت الهادئ يثير الفضول حيث يحاول الطفل ان يخفض من صوته حتى يسمع ما تقوله امه. للآمانة العلمية انا جربت هذه الطريقة مرتين فقط مع بناتي خلال الامس و لاحظت انها ناجحة في الاوقات التي تكون فيها احدى بناتي لديها طاقة مفرطة في وقت نحتاج فيه للهدوء كقبل النوم او قبل البدئ في نشاط يحتاج للتركيز.

٣. التهديد: و هذا يعد من اخطر انواع العقاب اللتي ممكن ان نلجآ لها مع الطفل خاصة عندما تقول الام عبارات مثل: "لو مجتش معايا هسيبك هنا لوحدك" او "انا همشي و اسيبك عشان انت وحش" هذه العبارات لها اثر مباشر و اكيد في كسر الثقة لدى الطفل و انشاء مخاوف ليس لها حصر في خياله الواسع الكبير. فيتعلم ان لا يثق في من هم اكبر منه سنا و ان يتوهم الكثير من السناريوهات الغير منطقية خاصة عندما تقال هذه العبارات في مكان غريب عن الطفل كفي النادي او السوبر ماركت... الخ

الشئ بالشئ يذكر بما اننا بصدد الحديث عن زرع الثقة في الطفل يجب ان تعلم الآم انه من اخطر الاخطاء على نفسية الطفل ان تتركه في مكان دون ان يعلم انها رحلت او ميعاد رجوعها. هناك كثيرا من الامهات يتركن اطفالهن في الحضانة مثلا و يرحلوا في وقت انشغال الطفل بلعبة ما فلا يجدها حين يلتفت الى اخر مكان كانت فيه. اذن الحل هو يجب علي الام دائما تهيئة الطفل و توقعاته (كما تحدثنا في مقال جدول المهام) بآنها ستتركه و ان هذا المكان امن و ما السلوك المتوقع منه اثناء غيابها

٤. الاستهزاء من الطفل: الجواب واضح من عنوانه و طبعا لا نحتاج ان نوضح الآثر النفسي المدمر على الطفل من فقده ثقته بنفسه و نتائج ذلك من انطواء و بعد عن المجتمع ...الخ

٥. العقاب البدني كالضرب: و هذا لما يؤديه هذا العقاب من تنمية العدوانية و الانطواء لدى الطفل. فقد اوضحت بعض الدراسات ان كثير من الاطفالالذين يتعرضون للضرب في سن الثلاثة اعوام يظهرون سلوك عدواني في سن الخامسة. فحتى ان كان الضرب ينجز المهمة او يوقف السلوك الخاطئ في وقته الا انه يزرع سلوكا اكثر خطآ في المستقبل فيعلم الطفل الالتزام فقط في وجودك او في وجود الكبار و بالتالي الكذب و فعل السلوكيات الخاطئة في غيابهم. كما ذكرت من قبل ان الطفل مرآة تصرفات الكبار فان استعنا بالضرب لوقف السلوك الخاطئ فآن الطفل يتعلم الاعتماد ايضا على الضرب مع اصدقائه و من هم من عمره. هذا و قد اوضحت الدراسات ايضا ان الضرب يؤثر على كيمياء المخ  فيجعل الطفل يصاب بالاكتئاب و التغير المزاجي و يقلل من قدرته العقلية. و اخيرا لنتذكر دائما نهي رسولنا الكريم عليه الصلاة و السلام الصفع على الوجه و هو للآسف خطآ تقع فيه بعض الامهات يدمر الجانب النفسي للطفل

و الان بعد ان اوضحت بعض مساوئ الاساليب التقليدية و المتعارف عليها في تقويم سلوك الاطفال و للتحكم في نوبات الغضب و البكاء لديهم تابعوني في الآيام المقبلة للتعرف على بعض الاساليب المفيدة للتعامل مع هذه الحالات

 ملحوظة هذه بعض المصادر التي استعنت بها و ليس كلها: في كتابة هذه السلسلة من الحلقات

http://www.huffingtonpost.com/2014/09/18/adrian-peterson-corporal-punishment-science_n_5831962.html

http://www.amazon.com/.../0553386697/ref=as_sl_pc_tf_til...

http://www.handinhandparenting.org/.../helping-children.../

http://montessorionabudgetinc.blogspot.com/.../challengin...

http://montessorionabudgetinc.blogspot.com/.../child...

http://www.huffingtonpost.com/2012/01/19/dehydration-mood-worse-women_n_1216762.html

How to Raise an Amazing Child the Montessori Way

Montessori from the Start: The Child at Home, from Birth to Age Three