ماما عايزة اتفرج

النهاردة بعيد شوية عن الحقائق العلمية هتكلم عن تجربة شخصية ليا مع بناتي.  مؤخرا لاحظت مع بناتي تكاسل كبيرعن المشاركة في الواجبات المنزلية و ده لاننا مع الدراسة كان الوقت اللي بنخصصه لده أقل بكتير أو ببساطة لأي عذر تاني بيطلعوا بيه. فكان لازم افكر في طريقة تخلي الأمور أهون شوية عليهم و عليا. ولأن بناتي عدوا الست سنين فكان لازم افكر في حل يكونوا هم شركاء فيه ويكون مبني على اتفاق مسبق. قعدنا سوا أنا و هم و فكرنا و قالوا لي صراحة على مشاكلهم و على رأيهم في قصة المشاركة دي اللي طبعا هي في نظرهم مهام شاقة و انهم غير مطالبين بيها. كان ساعتها ضروري جدا أني أتكلم عن مشاعري و ان أنا كمان ووالدهم بنتعب عشان نشيل مهام البيت (وده يمكن كان اهم مبدأ اتبعته في تربية بناتي انهم يعرفوا مشاعر اللي قدامهم و يحطوا نفسهم مكانه عشان يقدروا يحكموا عالمواقف صح). بعد نقاش و تفكير قررت باتفاق معاهم ان التليفزيون مش حق مكتسب ولكن وقت راحة سلبي (يعني مش منتج زي مثلا هواية أو رياضة) و بالتالي الحصول عليه بيكون بس بعد ما نتعب وننتج ونكون فعلامحتاجين الوقت ده. 

:شروط الاتفاق


كل مهمة فالبيت يقابلها عدد دقائق أنا اللي أحددها من مشاهدة التليفزيون -

غير مسموح بأكثر من٣٠ دقيقة يوميا من المشاهدة -

لهم حرية الاختيار انهم ينفذوا كل المهام و يكسبوا الثلاثين دقيقة أو عمل بعضها فقط و بالتالي بيكون الوقت اقل -

هناك مهام ليس لها أي علاقة بالاتفاق ده زي ترتيب السراير -

وقت المشاهدة في عطلة نهاية الأسبوع لا يدخل ضمن الاتفاق ده (لأن كان لازم يحسوا ان صوتهم و اقتراحتهم في الاتفاق ده مسموعة و إلا هيكون- اتفاق غيرمبني على تكافؤ الطرفين في حق فرض شروطه

طيب السؤال هو: هل الاتفاق ده يعتبر ثواب و عقاب (شيء أنا ضده من زمان)؟ لا طبعا الاتفاق ده نتيجة طبيعية لتصرفاتهم و بشروط هم جزء من تحديدها و مبني على حوارو نقاش.  ده غير ان الا تفاق ده بيحاكي الحياة الحقيقية: في الشغل بنتعب زيادة بيكون فيه مميزات نتيجة التعب ده

طيب كمان سؤال: ايه علاقة ده بمنهج المونتسوري؟ بالنسبة للأطفال بعد سن الست سنوات (احيانا الخامسة) في فصل المونتسوري أنا كمعلمة بمضي معاهم عقد (ورقةحقيقية و احنا الاثنين بنمضي عليها) بمجموعة مهام (بيحددها الطفل وممكن أساعده في اختيارها لو طلب أو ان كانت لا تتناسب مع قدراته) و بعد الانتهاء من المهام بنمضي تاني العقد وبيكون من حق الطفل ميزة خاصة. مثلا في فصلي بسمح للطفل بقرأة قصة لأصحابه لأصغر سنا أو انه يقضي وقت زيادة في ملعب المدرسة… الخ


الاتفاق ده بدأناه من حوالي سنة و الحمد لله لازلنا مستمرين عليه. مش بس الاتفاق ده قلل من الشد والجذب اللي بينا بخصوص المهام المنزلية لكن كمان مع الوقت بدأت اشوف مميزات أخرى زي المهام المنزلية بتزيد من ثقة الطفل في نفسه لانه بيحس انه عضو منتج في البيت زيه زي الكبار و اننا لسنا في غنى عنه. وده بالضبط اللي أتكلمت عنه دكتورة.مونتسوري في أهمية إسناد أعمال جسمانية للطفل من خلالها يساهم في نظافة البيئة من حوله و الاعتناء بيها

مع الوقت و عشان أغير الروتين بدأوا بناتي يطلبوا مهام جديدة و بالتالي بقيت بسند ليهم مهام جديدة بتتطلب انهم يتعلموا مهارات جديدة. مثلا بدل الكنس بالمكنسة اليدوية كل مرة بقوا يستخدموا المكنسة الكهربائية مرات

لاحظت ان المجهود البدني المبذول قبل وقت التليفزيون بيقلل كتيرمن نوبات تغير المزاج اللي بتحصل بعده نتيجة لما يحدثها التليفزيون من استثارة زائدة للمخ

لاحظت ان بناتي بيكونوا فخورين قدام صحباتهم انهم بيستخدموا المكنسة الكهربائية وانهم بيغسلوا الأطباق لوحدهم وانهم مسموح ليهم يستخدموا السكين.... إلخ

مؤخرا فتحت المجال اكثر للبنات انهم يختاروا المهام بنفسهم و فعلا لاقيت انهم بيختاروا اختيارات ناجحة كتنظيف مكان مثلا محتاج عناية زائدة (و بكدة غيرنا شروط الاتفاق تدريجيا بما يتناسب مع المرحلة اللي بناتي بيمروا بيها

في الصورة التالية أمثلة لبعض المهام المناسبة للأطفال من سن الخامسة و النصف للسابعة


IMG_4998.JPG